Engageya

Sunday, July 25, 2010

التعامل مع مرض الايدز يثير صداما بين السياسة والعلم

وعلى الرغم من الوعود التي قطعتها الحكومات على مستوى العالم بانتهاج سياسات تقوم على براهين فان خبراء الايدز يشعرون بالغضب من رفض تبني أساليب جديدة في التعامل مع (اتش.اي.في) والفئات الاكثر عرضة لخطر الاصابة به.
يقول جوليو مونتانر رئيس الجمعية الدولية لمكافحة الايدز الذي يقود مسعى في المؤتمر لتنبيه الساسة الى هذه الادلة لرويترز "نعم نعالج خمسة ملايين شخص اليوم لكن هناك عشرة ملايين شخص يحتاجون الى العلاج والا سيمرضون ويموتون. عدم علاجهم يصل الى حد الاهمال الجنائي."
والسبب الرئيسي في غضب العلماء هو التقدم المذهل الذي تم احرازه ضد فيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض الايدز منذ ظهوره في أوائل الثمانينات.
وحول التقدم في العلاج مرضا فتاكا الى مرض مزمن يمكن السيطرة عليه في كثير من الدول الغنية. ويستطيع المرضى الذين يتناولون أنواعا مختلفة من عقاقير الايدز في كثير من الاحيان أن يعيشوا حياة طبيعية فهم يعملون ويمارسون الجنس وينجبون بل ويمكنهم التطلع الى رؤية أحفادهم.
والرسالة من العلماء هي: لقد أعطيناكم الادوات والبراهين الان امنحونا المال لاستخدامها.
لكنهم يقولون ان الارادة السياسية لتمويل معركة الايدز تضعف.
وقال ميشيل سيديبي مدير برنامج الامم المتحدة المعني بالايدز "أصيب العالم بتبلد تجاه عدد الوفيات الذي يبلغ 7400 شخص من جراء الاصابات يوميا." وأضاف "يجب أن نستعيد شعورنا بالغضب."
ويصيب فيروس الايدز 33.4 مليون شخص على مستوى العالم. وهناك 22.4 مليون مصاب به في افريقيا جنوب الصحراء. اما منطقة شرق أوروبا فهي صاحبة المعدل الاسرع في زيادة وباء الايدز على مستوى العالم.
وبالتالي يقول خبراء بمنظمة الصحة العالمية انه في حين تم احتواء المرض في بعض العشائر فانه بدأ "يخرج عن نطاق السيطرة في غيرها. ووصف محللون اخرون بالمؤتمر الوضع بأنه "يشبه الركض وراء قطار مسرع".
وقالت فرانسواز باري سينوسي العالمة الفرنسية التي حصلت على جائزة نوبل عام 2008 لجهدها عام 1983 في التعرف على فيروس (اتش.اي.في) لمؤتمر فيينا "اليوم تظهر خمس حالات اصابة جديدة مقابل كل شخصين يبدان العلاج."
وأضافت "لا يمكن ايقاف صعود منحنى المرض دون التزام قوي وعالمي بتضافر اجراءات الوقاية من (اتش.اي.في) بما في ذلك العلاج."
وشهد مؤتمر فيينا دراسة تلو الاخرى بشأن اجراءات الوقاية من ( اتش.اي.في) تتراوح من ختان الذكور الى استخدام أنواع من الهلام تحتوي على عقاقير للايدز.
واكتشفت دراسات على شرق أوروبا ان القوانين الصارمة ورفض السلطات تقديم خدمات مكافحة (اتش.اي.في) لمتعاطي المخدرات عن طريق الحقن تذكي انتشارا سريا للوباء هناك.
في افريقيا توصل باحثون الى برامج علاجية تخفض التكاليف من خلال تيسير القنوات التي يحصل المرضى على أدويتهم من خلالها وتوفير العلاج في مرحلة مبكرة.
وتلقى برنامج الامم المتحدة المعني بالايدز اقتراحات أطلق عليها اسم (تريتمنت 2.0) وهي مصممة لتحسين الفعالية في الجهود العالمية لمكافحة الايدز عن طريق تطوير عقاقير وأنظمة أبسط والاستعانة بالمزيد من العمال الصحيين المحليين.
لكن البرنامج أشار ايضا الى أن اجمالي الدعم لمكافحة الايدز من الدول المانحة ظل ثابتا تقريبا العام الماضي وسط الازمة المالية.
وفي عام 2009 قدمت مجموعة الثماني للدول الغنية والمفوضية الاوروبية وحكومات مانحة أخرى 7.6 مليار دولار للاغاثة من الايدز في الدول النامية مقابل 7.7 مليار دولار عام 2008 .
ويقول ميشيل كازاتشكين رئيس الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والملاريا والسل انه "خائف فعلا" بشأن امكانية الحصول على مبلغ 20 مليار دولار اللازم لمواصلة معركة الايدز في الاعوام الثلاثة القادمة.
وقال نيثان فورد وهو طبيب في منظمة أطباء بلا حدود يعمل في برامج علاج الايدز ببعض من أفقر دول افريقيا "مصدر الاحباط الكبير هو أننا نشعر أننا استجبنا لنداء اثبات نماذج معينة للفعالية.
"أشعر أن أي كمية من البيانات لن تغير شيئا. القرار اتخذ بالفعل لكن هذه ليست الطريقة التي يجب ادارة الصحة العالمية بها."
ومن المقرر عقد مؤتمر في الخامس من اكتوبر تشرين الاول في نيويورك.
وحتى ذلك الحين يقول كازاتشكين انه لا يزال هناك وقت ليتضح للزعماء السياسيين مدى تراكم الادلة التي تظهر أن قرار عدم زيادة التمويل لمكافحة الايدز سيكون ثمنه ازهاق ملايين الارواح.
وقال "أظهرنا الجدوى. القضية قوية. قرار التمويل قرار سياسي يتخذه زعماء هذا العالم والقرار السياسي اختيار."
من كيت كيلاند
Bookmark and Share

No comments:

Linkwithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...