في مصنع زنفتنبرغ لتوليد الطاقة الكهربائية والحرارية بمنطقة أوبرشبريفالد لاوزيتس الألمانية تجري شركة الطاقة العملاقة فاتنفال يوروب تجربة علمية ريادية تحت عنوان "المهمة الخضراء"، تهدف إلى التعرف على أنواع الطحالب المناسبة للتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة، والذي ينتج عن إحراق الفحم الخشبي اللازم لتشغيل المصنع. ويتوقع أن يتم الانتهاء من التجربة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2011.
وتجري فاتنفال هذه التجربة بالتعاون مع شركة GMB التابعة لمصنع زنفتنبرغ، إذ تتم تنمية أنواع مختلفة من الطحالب في اثني عشر حوضاً مزودة بمحاليل غذائية داخل بيت زجاجي. ومن خلال سقوط أشعة الشمس على هذه الأحواض وبوجود غاز ثاني أكسيد الكربون يمكن إنتاج مادة عضوية عن طريق عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها هذه الطحالب. ويمكن استخدام هذه المادة العضوية لإنتاج الوقود العضوي اللازم لتشغيل بعض السيارات، أو حتى استخدامها كغذاء مكمّل في تربية الأسماك.
من غاز ضار إلى وقود نظيف
ويقول هارتموت تسايس، رئيس قسم التعدين والتوليد بشركة فاتنفال، إن هذه التجربة ستسهم في فتح آفاق جديدة في مجال الاستخدام الأمثل لثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى جلب تقنية جديدة إلى منطقة لاوزيتس وتقوية مركزها كمنطقة مهمة في قطاع الطاقة الألماني. إضافة إلى ذلك يؤكد هينينغ هايدمان، سكرتير الدولة للشؤون الاقتصادية بولاية براندنبورغ الألمانية، بأن التجربة الجديدة تتوافق مع إستراتيجية الطاقة للولاية للعام 2020، ذلك أنها تساهم في حماية البيئة عند دمجها مع وسائل أخرى.
وتصل ميزانية مشروع "المهمة الخضراء" إلى ما يقارب المليوني يورو، تساهم فيها شركة الطاقة الألمانية بنحو مليون يورو، أما الباقي فيتم تمويله من قبل صناديق دعم الأبحاث العلمية لكل من ولاية براندنبورغ والاتحاد الأوروبي. وبهذا تسهم الولاية في دعم تقنيات جديدة لتخفيض انبعاث غازات الاحتباس الحراري، بحسب هايدمان.
تقنية مثيرة للجدل
وتتكون المرحلة الأولى للمشروع من تجربة نوع واحد من الطحالب الدقيقة في المصنع وفي منشأة أخرى، وذلك من أجل مقارنة النتائج. وبعد التعرف على أفضل أنواع الطحالب لتحويل ثاني أكسيد الكربون يمكن استخدامه لإنشاء ما يسمى بالحدائق المعلقة، التي تتبع في حركتها أشعة الشمس، مما يسمح بإنتاج مستمر للمادة العضوية.
وفي هذا المجال تستخدم شركة فاتنفال تقنية CCS بشكل مكثف، والتي يتم من خلالها فصل غاز ثاني أكسيد الكربون من الدخان المنبعث من المصانع وحقنه في خزانات مبنية تحت الأرض. هذا ولا تزال هذه التقنية المثيرة للجدل قيد البحث في منطقة شرق براندنبورغ، وذلك رغم احتجاج سكان المنطقة المحيطة، والذين يتخوفون من تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون المستخدم على صحتهم.
الكاتب: أ ر د/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: هشام العدم
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment