وكانت شركة جوجل أعلنت يوم الجمعة أن الصين جددت ترخيصا لعملاق البحث جوجل لتشغيل موقعه الالكتروني باللغة الصينية بعد أن وافق على وقف توجيه عملائه في الصين تلقائيا الى صفحة البحث الخاصة بهونج كونج غير الخاضعة للرقابة.
قال شيلدون هميلفارب خبير التكنولوجيا في معهد السلام الامريكي "كلا الجانبين تنازل عن شيء ما ومن ثم كان ذلك حلا دبلوماسيا ممتازا.
"ولكن هناك أمرا جانبيا مستمرا يتعين علينا أن نواصل النظر اليه.. انه النمط المربك لاساءة استغلال أخلاقيات الانترنت من قبل الصينيين."
ونزع الاتفاق الذي أبرمته جوجل فتيل خلاف بين واشنطن وبكين انفجر في يناير كانون الثاني الماضي بعد أن قالت شركة جوجل انها قد تضطر الى ترك السوق الصينية بسبب هجمات المتسللين والمخاوف من الرقابة.
وقادت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المسؤولين الامريكيين في تأييد جوجل ومطالبة الصين بتفسير حوادث التسلل المزعومة لتضيف توترا الى العلاقات المتوترة بسبب ممارسات العملة الصينية ومبيعات السلاح لتايوان وقضايا أخرى.
وقوبلت تلك المطالب باستنكار من بكين التي رفضت الاتهامات وجندت وسائل الاعلام الصينية لاتهام جوجل بالترويج لبرنامج سياسي.
ولكن نظرا لان العلاقات الامريكية الصينية متوترة بالفعل وأصبح مستقبل جوجل في أكبر سوق للانترنت في العالم موضع شك اختارت جميع الاطراف التراجع قليلا أملا في امكانية التوصل الى حل. وكانت النتيجة الاتفاق الذي أعلن يوم الجمعة.
وعلقت ربيكا ماكينون خبيرة الشؤون الصينية في مركز سياسة تكنولوجيا المعلومات في برينستون على الاتفاق قائلة "انه حل صيني تقليدي."
ومضت تقول "من الناحية الجوهرية لم يغيروا شيئا ولكنهم أذعنوا للقانون الصيني من الناحية الفنية."
ويتضمن الاتفاق مزايا واضحة لجوجل التي تأمل في استغلال موقعها الصيني للدخول في مجالات أخرى مثل البحث عن المواد الموسيقية وترجمة النصوص بينما يلقى نظام اندرويد لتشغيل الهواتف المحمولة رواجا كبيرا في البلاد.
وقال محللون ان الصين استفادت أيضا بارسال اشارة مطمئنة الى الشركات الاجنبية بأنها ستلعب وفق قواعدها بينما ستبقي شركة عالمية مبتكرة مثل جوجل في سوقها المحلية حيث يمكن للشركات الصينية أن تتنافس معها وأن تتعلم منها.
وبالنسبة للولايات المتحدة فان توجيه الاضواء بعيدا عن جوجل يعزز التطورات الايجابية الاخرى بما في ذلك الخطوات التي يتخذها الجانبان لحل الخلاف حول تقييم الصين لعملتها وضغطها الفاتر والمستمر في الوقت نفسه على ايران بسبب برنامجها النووي.
ولكن المحللين قالوا ان خلاف الانترنت الرئيسي بين واشنطن وبكين حول حرية المعلومات وحرية التعبير لا يزال قائما وكذلك المخاوف الامريكية المتزايدة بسبب حوادث هجمات الانترنت والتسلل. ولكن قد تكون هناك علامات على حدوث تقدم.
وكتبت السناتور ديان فينشتاين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا مع اثنين اخرين من أعضاء مجلس الشيوخ مقالا في صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل يوم الجمعة قالوا فيه أنهم حصلوا على تطمينات من بعض الزعماء الكبار في الصين بشأن استعدادهم للتواصل في قضايا أمن الانترنت. وحث أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة المسؤولين الامريكيين على ادراج الموضوع في الحوار الدبلوماسي الاوسع بين البلدين.
ولكن درو طومسون مدير الدراسات الصينية في مركز نيكسون في واشنطن قال ان ذلك قد يكون صعبا مضيفا أن من المهم في اطار العلاقات الامريكية الصينية الاوسع والتي تتعرض لقدر من الضغوط لم تشهده من قبل البحث عن أرضية مشتركة وأشار الى أن حل مصادر القلق العابرة مثل قضية جوجل قد يكون مفيدا.
من أندرو كوين
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment