Engageya

Monday, July 12, 2010

ارتفاع منسوب مياه البحر يدفع سكان الجزر في بنما الى سكنى البر..

ارتفاع منسوب مياه البحر يدفع سكان الجزر في بنما الى سكنى البر..
وتتضافر الرياح الموسمية مع العواصف وارتفاع موجات المد لتغمر المياه الزرقاء جزئيا الجزر الصغيرة المكتظة بأكواخ الخيزران الاصفر وسعف النخيل لايام طويلة.
ويتذكر بابلو بريكيادو زعيم جزيرة كارتي سوجدوب ايام طفولته عندما كانت الفيضانات نادرة وتستمر لوقت قصير ونادرا ما كانت تبلل المياه قدميه. وقال بريكيادو "الان الوضع مختلف. المسألة خطيرة."
ولا تزال الزيادة في مياه الفيضان بضع بوصات مستمرة في ظل ارتفاع منسوب مياه البحار على مستوى العالم على مدار عمر بريكيادو (64 عاما). وقد ازداد الوضع سوءا بسبب انتزاع سكان الجزر للشعاب المرجانية مما قلص حجم أحد العوازل الطبيعية في مواجهة الامواج.
وكارتي سوجدوب واحدة من بضعة جزر في أرخبيل يقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لبنما حيث تقول الحكومة ان التغير المناخي يهدد سبل معيشة نحو نصف سكان الارخبيل من شعب كونا المتمتع بالحكم الذاتي الذي يبلغ تعداده 32 الف نسمة.
ويعتزم سكان كارتي سوجدوب وعددهم 2000 نسمة الانتقال الى مناطق ساحلية تقع ضمن أراضي شعب كونا المتمتعة بحكم ذاتي في بنما. ويتطلعون الى التلال التي تبعد نصف ساعة سيرا على الاقدام من المناطق الشاطئية التي تغمرها المياه.
وقال بريكيادو الذي يقود مجموعة من القرويين يزيلون غابة استوائية لانشاء المستوطنة الجديدة "مستوى المياه يرتفع. الانتقال سيتم قريبا."
ولم يستطع زعماء العالم حتى الان التوصل الى اتفاق عالمي لكبح انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي ينحى عليها باللائمة في التغير المناخي. ويهدف مؤتمر عن التغير المناخي تعقده الامم المتحدة في وقت لاحق هذا العام بالمكسيك الى احراز تقدم نحو وضع اتفاق ملزم.
واذا هجر سكان الجزر منازلهم كما هو متوقع فان هذه الهجرة الجماعية ستكون احدى أوائل حالات الهجرة الناجمة عن ارتفاع مناسيب مياه البحار والاحتباس الحراري.
ويحذر علماء من أن ارتفاع مستويات المياه في البحار في القرن القادم يمكن أن يهدد الملايين بمصير مماثل. وقد اضطرت بعض المجتمعات في بابوا غينيا الجديدة وفانواتو وفيجي بالفعل للانتقال الى أماكن أخرى.
وقال هكتور جوزمان المتخصص في علم الاحياء البحرية والشعب المرجانية في معهد سميثونيان للابحاث الاستوائية في بنما "لم يعد الامر متعلقا بعالم يقول ان التغير المناخي والتغير في منسوب المياه بالبحار سيؤدي الى فيضانات تغمر (أناسا) ويؤثر عليهم... هذا يحدث الان في العالم الحقيقي."
وحذر جوزمان من مخاطر استخراج الشعب المرجانية لعشر سنوات لكنه يقول ان انتقاد نشاط تقليدي مسموح به قانونا يعد من "المحرمات".
وقال لرويترز "(شعب كونا) تسببوا في زيادة تعرضهم للعواصف والامواج وعلاوة على ذلك ارتفاع مناسيب مياه البحار."
وحين يتحدث شعب كونا لغتهم الاصلية فان الكلمتين الاسبانيتين المرادفتين " للتغير المناخي" تكونان عادة بين الكلمات الاجنبية القليلة المستخدمة. وفي حين يحذر بعض الشيوخ من أن ارتفاع مناسيب مياه البحار سيزداد سوءا يؤمن الكثير من السكان المحليين بأن الله سينجيهم.
وقالت ايفانجيلينا (60 عاما) التي اكتفت بذكر المقطع الاول من اسمها لانها لم تبلغ القيادة المحلية بأنها تعارض الانتقال "لا أدري من أين جاءوا بهذا .. أن الارض ستغرق وأن الافضل أن نرحل قبل أن يحدث هذا... من يريدون الرحيل يستطيعون الرحيل. أنا باقية هنا."
وزادت مناسيب المياه في البحار نحو 17 سنتيمترا على مدى القرن الماضي ويقول خبراء ان المعدل يتسارع. وفي عام 2007 تكهنت الامم المتحدة بارتفاع يتراوح بين 18 و59 سنتيمترا بحلول عام 2100 لكن هذا لا يشمل ذوبان الجليد المتسارع في القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند.
وحذر بان جي مون امين عام الامم المتحدة من أن مناسيب المياه في البحار قد تزيد مترين بحلول نهاية القرن مهددة الملايين في عدة مدن من طوكيو وشنغهاي شرقا الى نيو اورليانز في الولايات المتحدة غربا.
وقال البرت بينجر المستشار العلمي لتحالف الدول الجزرية الصغيرة الذي يبلغ عدد أعضائه 42 "هذا أمر سنراه أكثر واكثر" مشيرا الى الضحايا المحتملين بوصف "لاجئي التغير المناخي".
ويقول تشاني موريس (82 عاما) وهو صياد انه مستعد لترك جزيرة كويبيتا الصغيرة التي ساعد في بنائها قبل 33 عاما. وأضاف انه لا يستطيع النوم جيدا منذ حاصر الفيضان الجزيرة ودمر الاكواخ وجرف القوارب المصنوعة من جذوع الاشجار.
وقال موريس فيما كان يصنع مصايد صغيرة للاسماك "البحر مزعج جدا وفي بعض الاحيان يخيفني اثناء الليل... انا في انتظار الاخرين حتى يقرروا متى نستطيع الرحيل وسوف أغادر معهم."
من شين ماتسون
Bookmark and Share

No comments:

Linkwithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...