قالت ارنسين يوم الجمعة وهي تضع أمتعتها في شاحنة صغيرة خارج منزلها المتنقل في بلدة فينيس "هل تسأل عن الضغط النفسي.. يا رفيقي أصبحت كل ملابسي فضفاضة ( بسبب فقدان الوزن). مستوى الضغط النفسي هنا هائل. لقد زاد عمر زوجي 10 سنوات خلال شهرين."
أصبحت هناك مخاوف متصاعدة من زيادة الامراض المرتبطة بالضغط النفسي ومشكلات الصحة الذهنية بسبب بقعة النفط التي تسببت فيها عمليات شركة بي.بي في خليج المكسيك. وتكثر بشدة الحكايات المتداولة عن هذا الامر لكن مسؤولي الصحة الذهنية يقولون انهم يفتقرون الى البيانات اللازمة بشأن حجم المعاناة ومداها.
شكلت ارنسين مؤخرا شبكة زوجات الصيادين التجاريين استجابة للضغوط التي تواجه هذه الفئة من المجتمع. وقبل يومين قال لها أحد أصدقائها انه يشعر بحزن شديد لاخفاقه في العمل في برنامج تنظيف البقعة التابع لشركة بي.بي لدرجة أنه يفكر في الانتحار.
أما ارنسين ذاتها فلديها ما يكفيها من مباعث القلق.. اذ ان زوجها غير قادر على العمل في صيد الربيان لان السلطات أغلقت أجزاء كبيرة من مياه خليج المكسيك أمام نشاط الصيد كما أن طفليها وأقارب لها أصيبوا بأمراض مختلفة بسبب ما تعتقد أنها مواد سامة يسببها التسرب وينقلها الهواء.
قالت ارنسين "الاثر على الصحة الذهنية هنا... ومستوى التشوش يؤثران بشدة على الناس وهذا مبعث قلق كبير للغاية." ورفضت تحديد المكان الذي ستستقر فيه مع طفليها لكنها قالت ان زوجها سيبقى في نفس المكان للعمل لدى بي.بي في برنامج تنظيف البقعة.
ويواجه الاف الصيادين في خليج المكسيك حالة من الانهيار المالي بسبب البقعة. ويقول البعض ان حجم الضغط النفسي الذي تسببه البقعة أكبر مما سببه الاعصار كاترينا الذي ضرب منطقة خليج المكسيك عام 2005 .
ففي ذلك الحين كان من السهل العودة الى العمل رغم الدمار. أما في الوقت الراهن فمن المستحيل تحديد الوقت الذي سيجري فيه استئناف الانشطة خاصة مع استمرار تسرب النفط الى مياه الخليج.
وفي الوقت ذاته فان الكثير من الصيادين يعتمدون الان على برنامج تنظيف البقعة الذي تقوم به بي.بي كوسيلة لكسب قوت اليوم وفي حين أن هذا البرنامج كان مصدر ربح مفاجيء لاعداد محدودة فان اخرين ما زالوا يجاهدون للحصول على فرصة عمل.
قالت ويلما سوبرا من شبكة العمل البيئي في لويزيانا وهي مجموعة لا تهدف للربح ولديها جذور عميقة داخل المجتمعات المحلية "نسمع هذا الامر مرارا وتكرارا... انه الضغط النفسي بسبب احتمال عدم القدرة على كسب قوت اليوم والوفاء بالالتزامات المالية."
ويحذر بعض الخبراء من أن من الممكن رصد ظاهرة صحية ما بشكل غير سليم لمجرد ترقب وجودها. لكن الفرق الاستشارية الخاصة بالازمة والتي تعمل مع الصيادين بخليج المكسيك تقول ان أقوالا تتردد وقصصا يجري تداولها تشير الى زيادة الغضب والقلق وقالت اكوانيتا نايت مديرة السياسة والتخطيط في ادارة ألاباما للصحة الذهنية ان هناك أنباء أيضا عن وجود "الكثير من الخلافات الزوجية".
وقالت للصحفيين يوم الجمعة ان البيانات المتعلقة بهذه المشكلة ستكون متاحة خلال الاسبوعين المقبلين.
وربما يتردد السكان الذين يعانون من مشكلات ذهنية في طلب المساعدة بسبب الثقافة الفردية الشديدة والميل الكبير نحو الاعتماد على الذات في منطقة خليج المكسيك حيث يعمل كثيرون لساعات طويلة في المياه بمفردهم.
وقالت باميلا هايد المديرة الادارية بادارة شؤون تعاطي المخدرات والصحة الذهنية "أحيانا لا يكون السكان معتادين على طلب الحصول على خدمات."
وأضافت هايد أن الادارة التي تعمل بها وهي تابعة لوزارة الصحة والخدمات الانسانية تعمل على متابعة الانتحار والعنف المنزلي عبر الخطوط الساخنة وتقارير الجهاز الحكومي للصحة الذهنية للتوصل الى بيانات.
وطلب جهاز الصحة الذهنية في كل من لويزيانا وألاباما ومسيسبي ملايين الدولارات من بي.بي للمساعدة على دفع تكلفة عمليات المتابعة والخدمات المتوسعة للسلامة الذهنية.
وفي خطاب بتاريخ 28 يونيو حزيران موجه الى شركة بي.بي طلبت ادارة الصحة والمستشفيات بولاية لويزيانا عشرة ملايين دولار وحذرت من أن الاثار الصحية للبقعة ستمثل "تحديا مستمرا".
وكانت أول مرة تطلب فيها الادارة أموالا من بي.بي لدفع تكاليف رعاية الصحة الذهنية في 28 مايو ايار لكن شركة النفط لم ترد بعد على الطلب.
(شاركت في التغطية ايما اشبيرن في واشنطن)
من ماثيو بيج
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment