وقال ايلي درور من هيئة الطبيعة والمتنزهات الاسرائيلية ان تحاليل جودة المياه التي أجريت هذا الاسبوع تدحض المزاعم التي صدرت عن جماعة أصدقاء الارض المعنية بالدفاع عن البيئة بأن مستوى البكتريا القولونية الناجمة عن مياه الصرف الصحي بالنهر أعلى من المستويات الامنة للاستحمام.
وقال درور لرويترز "ليست هناك اي مشكلة على الاطلاق في جودة المياه. يستطيع الناس أن يأتوا هنا للتعميد حسبما يريدون... أستطيع أن أضمن ذلك."
ولا يستطيع أحد أن ينكر أن المياه بالجزء السفلي من نهر الاردن أصبحت هزيلة وعكرة اذ انقطع عن مصدر المياه العذبة في بحيرة طبريا وكان ضحية لتغطية احتياجات البلدات وقطاع الزراعة في الوادي الصحراوي وحلت محلها مياه الصرف والامطار.
على بعد نحو كيلومتر الى الجنوب من النقطة التي يترك فيها النهر بحيرة طبريا شاقا طريقه وسط بستان من الاشجار في الوموت باسرائيل يعترض النهر سد ترابي يتسع لعبور السيارات.
على الجانب الاخر من القناة التي يكسوها العشب تتدفق مياه عطنة بنية اللون من ماسورة مدفونة وتحذر لافتة باللونين الاحمر والابيض "خطر... لا تدخل او تشرب المياه."
وقال جدعون برومبرج من جماعة أصدقاء الارض لرويترز "نعلم منذ فترة طويلة أن هذه المياه غير صحية... في معظم العام تكون درجة تلوثها أربعة أمثال ما تسمح به المواصفات القياسية الاسرائيلية.
"من يتم تعميدهم في هذه المياه الان لو كانوا مصابين بجرح في الجلد قد يعانون سريعا من طفح جلدي. اذا ابتلعوا ايا من هذه المياه فقد يعانون من اضطرابات معوية ويتقيأون."
ونفى المسؤولون الاسرائيليون وجود اي مشكلة وأشاروا الى أنهم لم يتلقوا اي شكاوى صحية.
وقال رفائيل بن حور المسؤول البارز بوزارة السياحة ان اتهامات الجماعة باطلة. وهي تهدد باثناء الاف الزوار ممن يريدون أن يبللوا رؤوسهم في النهر الذي يقول الكتاب المقدس ان المسيح عمد فيه عن الذهاب الى الارض المقدسة.
وأضاف بن حور "هذا أحد أهم المواقع وأقدسها عند المسيحيين وهم يأتون من كل حدب وصوب وبالتالي نستثمر الكثير من المال لتجهيزه." وسيكون السماح للزوار بغمس أنفسهم في مياه ملوثة دربا من الجنون.
وحوصر موقع التعميد الواقع على حدود النهر مع المملكة الاردنية وراء جدار أمني اسرائيلي واغلق تقريبا امام جميع الزوار وقد استمر هذا لمدة 40 عاما بعد احتلال اسرائيل الضفة الغربية عام 1967 .
ولم يسمح بالزيارات لمراسم التعميد سوى مرتين في العام وتهدمت الكنائس المقامة على ضفة النهر وسط أشجار النخيل التي أصابها الجفاف والتي كان الزوار يستظلون بها ذات يوم من الشمس الحارقة في هذا الوادي في اكثر نقطة انخفاضا على وجه الارض.
لكن اسرائيل سهلت الوصول الى الموقع على مدى الاعوام الثلاثة الماضية وأصبح السائحون يستطيعون الوصول الى النهر ستة ايام في الاسبوع.
تقلهم الحافلة عبر منطقة عسكرية على طريق وعر بين سياج صديء من السلك وعلى الجانبين حقول الالغام. وفي الافق يبدو خندق حصين.
وقال بن حور ان وزارة السياحة تعتزم تغيير هذا المنظر المنفر. في المرحلة الاولى من خطة التطوير أنشأت كنيسة ومركز استقبال. وأضاف ان في المرحلة التالية سيتم نزع الالغام وسيختفي الجنود وستقام ست كنائس اخرى.
وتابع قائلا "الجيش والسياحة لا يتفقان." وتتحدث خطة الوزارة عن "ارض تعلوها الكنائس لجميع الطوائف" توفر للمسيحيين "التجربة الروحانية المميزة التي لا يستطيعون أن يعيشوها الا هنا."
على الجانب الاردني من النهر تلمع قبة كنيسة جديدة للارثوذكس تحت الشمس. وتقام عدة كنائس أخرى بالموقع الذي يعترف الاسرائيليون بأنه مثير للاعجاب.
ويقول برومبرج من جماعة أصدقاء الارض انه يشتبه في أن تكون المنافسة على السياحة هي التي قد تكون أقنعت السلطات الاسرائيلية بتجاهل المعايير الصحية لمصلحة استثماراتها المزدهرة.
وأضاف "نرى احتمال التنازل عن المعايير الصحية لتحقيق مكاسب اقتصادية على المدى القصير."
ورفض درور تلميحات الى نزاع داخلي بشأن المعايير الصحية. وعرض كما كبيرا من الاحصاءات عن تقييمات جودة المياه شارحا ما يدخل ويخرج من مجرى الجزء السفلي من نهر الاردن الى الجنوب من بحيرة طبريا.
وأضاف ان هذا يشمل كميات كبيرة من المياه المالحة من الجزء العلوي من بحيرة طبريا فضلا عن المياه السطحية من المزارع والمياه من المزارع السمكية ومياه الصرف الصحي المعالجة جزئيا من الماسورة المدفونة عند سد الوموت لكن ليس "مياه صرف غير معالجة" كما زعم النشطاء المعنيون بالبيئة.
ويتم سحب كل هذا للري من روافد النهر وتحل محلها مياه أنظف. وفي مسافة 200 كيلومتر متعرجة قبل أن يصل نهر الاردن الى البحر الميت ترشح هذه المياه بشكل طبيعي وبالتالي ما يصل الى موقع التعميد يتفق مع المعايير الصحية.
ولا ينفي أحد نقص المياه المزمن بالمنطقة او التحويل الاجمالي لمياه بحيرة طبريا عن النهر الذي يقع في قلب هذا الخلاف.
وكان عرض نهر الاردن يزيد عن 50 مترا. الان لا يتجاوز عرضه خمسة أمتار.
ويقول نشطاء في مجال الدفاع عن البيئة ان التدهور مستمر باسم دعم القطاع الزراعي الاسرائيلي المربح على امتداد الارض الصحراوية بالضفة الغربية المحتلة من خلال استغلال المياه الثمينة التي تسرق على حساب النظام البيئي.
وقال برومبرج "حكاية نهر الاردن هي تحويل مساره... حولت اسرائيل وسوريا والاردن 98 في المئة من المياه العذبة بنهر الاردن."
وتسهم اسرائيل والاردن والفلسطينيون بالضفة الغربية "في ضخ مياه الصرف الصحي والمياه المتخلفة من الزراعة والمياه المالحة في ما تبقى منه."
ويعتقد درور أن المزاعم بوجود خطر صحي في النهر حملة لاثارة الذعر كي تروج جماعة اصدقاء الارض لجدول اعمالها الاوسع نطاقا حتى تعيد اسرائيل والاردن ثلث تدفق مياه النهر من بحيرة طبريا ويصبح نهر الاردن في حالة أفضل.
وقال "بالطبع يمكن أن يكون افضل كثيرا لكننا بحاجة الى المياه. ليس لدينا اي خيار اخر."
من دوجلاس هاميلتون
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment