سودانيون يعبرون منطقة عائمة بمياه الفيضانات في عربات تجرها حمير في 3 ايلول/سبتمبر
دكار (ا ف ب) - يعاني اثنا عشر بلدا في غرب افريقيا بدءا من السنغال وصولا الى بوركينا فاسو من فيضانات خطيرة ادت الى مقتل 159 شخصا ونحو 600 الف منكوبا في مدن ومناطق غير مؤهلة لمواجهة الامطار الموسمية التي تزداد غزارة.
واعلن مكتب التنسيق للشؤون الانسانية في الامم المتحدة من دكار الثلاثاء "ان نحو ستمئة الف شخص تأثروا بالفيضانات اثر الامطار الغزيرة التي تتساقط منذ شهر حزيران/يونيو في غرب افريقيا وتسببت بمقتل 159 شخصا".
في الكاميرون لقيت ام وابنتها كانتا تغسلان ملابس في احد الانهار مصرعهما غرقا بحسب اجهزة الاطفاء. فقد جرفتهما المياه الهائجة بعد تساقط امطار غزيرة الاحد في بامندا كبرى مدن المنطقة بشمال غرب البلاد. وفي مالي جرفت المياه سيارة كانت تحاول عبور جسر غمرته المياه عند محور طرق باماكو-كيتا (غرب) مما تسبب بمقتل ستة من ركابها.
وبين الدول الاكثر تأثرا السنغال وبوركينا فاسو وغانا والنيجر وسيراليون.
واضطرت حكومة بوركينا فاسو لاطلاق نداء من اجل التضامن الدولي ازاء حجم الكارثة التي اودت بحياة ثمانية اشخاص ورمت 150 الفا في الشوارع.
وفي واغادوغو وحدها انهار اكثر من 24 الف مسكن بسبب الامطار الغزيرة في يوم واحد في الاول من ايلول/سبتمبر.
واضطر مستشفى يالغادو ويدراوغو وهو مركز استشفائي معروف في بوركينا، الى اخلاء مرضاه والعاملين فيه. واستقبلت المدارس عائلات منكوبة.
وفي السنغال تضرر اكثر من 264 الف شخص بحسب الامم المتحدة خصوصا في ضاحية دكار. واطلقت الحكومة خطة "اورسيك" (تنظيم الاغاثات) ورصدت ملياري فرنك افريقي (3 ملايين يورو) لتلبية الحاجات بعد هذه الفيضانات التي تحصل في كل موسم امطار.
وفي النيجر تأثر نحو 67 الف شخص و55 الفا في غانا و20 الفا في بنين و15 الفا في غينيا (كوناكري) و8700 في غامبيا و8 الى 10 الاف في موريتانيا ونحو الفين في ساحل العاج و1500 في سيراليون بحسب تقديرات جمعتها الامم المتحدة.
وحذر مسؤول المكتب الاقليمي في اوشا بدكار هيرفيه لودفيك دو ليس "انه وضع مقلق للغاية يزيد من هشاشة وضع السكان المحرومين اصلا. ان الكوارث الطبيعية لها وقع مستديم سيبقى على مدى عقود عدة وينسف سنوات من الجهود في مجال مكافحة آفة الفقر".
وقال ممثل برنامج الامم المتحدة للتنمية المقيم في دكار بوري سانهويدي لوكالة فرانس برس ان هذه الفيضانات التي تسببت بها امطار غزيرة اكثر من العادة "هي تظاهرة واضحة للتغيرات المناخية وذلك يمكن ايضا ان يشمل الجفاف وانجرافات تربة وارتفاع الحرارة".
واضاف "ان معظم بلداننا ومدننا ليست مهيأة لمواجهة هذا النوع من الكوارث" مشيرا خصوصا الى مشكلات متعلقة بالتخطيط المدني كعوامل تزيد من تفاقم الوضع.
ولفت مسؤول برنامج الامم المتحدة للتنمية الى ان "كثيرا من المدن وجدت نفسها عاجزة امام وصول السكان بكثافة بحثا عن الراحة واستقرارهم بصورة عشوائية في مناطق ظلت في منأى عن الفيضانات" بدون نظام صرف صحي او اقنية ري.
No comments:
Post a Comment