المنجم المفتوح في ماونتين باس بكاليفورنيا في منظر عام يوم 19 أغسطس اب. تصوير: ديفيد بيكر - رويترز
لوس انجليس (رويترز) - ربما يتوقف مستقبل مزارع الرياح والسيارات ذات المُحرك المزدوج على حفرة في الأرض مساحتها 55 فدانا تقريبا عند حافة الصحراء في كاليفورنيا.
ويوجد في المنجم المفتوح في ماونتين باس بكاليفورنيا أغني احتياطي مؤكد في العالم من معادن "التربة النادرة" وهي عائلة من المعادن حيوية لانتاج مغناطيس قوي وخفيف الوزن يستخدم في محركات السيارة بريوس من انتاج تويوتا موتور وغيرها من السيارات ذات المحرك المزدوج فضلا عن المولدات في مزارع الرياح.
وفي إطار مسعاها لتحل محل الصين كأكبر مورد لهذه المعادن النادرة تنوي شركة موليكورب مينيرلز ومقرها كولورادو إعادة افتتاح المنجم المغلق منذ فترة طويلة لاستئناف استخراج وتكرير آلاف الأطنان من خام "التربة النادرة" في السنوات القليلة المقبلة.
وفي الشهر الماضي توصلت موليكورب لاتفاق بشأن مشروع مشترك مع شركة ارنولد ماجنتيك تكنولوجيز في روشستر بنيويورك لانتاج مغناطيس "دائم" من المعادن النادرة في ماونتين باس.
وتهدف موليكورب لتفادي نقص في امدادات التربة النادرة في المستقبل يهدد بوقف ازدهار التكنولوجيا الخضراء.
وقال مارك سميث الرئيس التنفيذ لموليكورب "يبحث العالم عن بديل للمغناطيس الدائم المصنوع من التربة النادرة منذ ما يزيد عن عشرين عاما ولم يتم العثور عليه. ما تقترحه موليكورب استراتيجية عمل لسد الفراغ في سلسلة الإمداد تشمل المراحل كلها من التعدين الى انتاج المغناطيس."
ويتوقف النجاح على قدرة موليكورب على تشغيل المنجم ووحدات المعالجة بكفاءة أكبر من ذي قبل.
وفي ذروة نشاطه قبل عقدين انتج المنجم 20 ألف طن من اكسيدات التربة النادرة كل عام وهو كل انتاج الولايات المتحدة ونحو ثلث الاجمالي العالمي. وجاء معظم باقي الامدادات من الصين.
ولكن مع زيادة الانتاج والصادرات من الصين في التسعينات هوت أسعار معادن التربة النادرة عالميا مما أثر على أرباح موليكورب التي كانت مملوكة في ذلك الحين لشركة اونوكال للنفط.
وتعرضت العمليات في ماونتين باس لمزيد من الضغوط عقب تسرب مياه الصرف في عام 1996. وتوقف التعدين هناك في عام 2002 مع انتهاء تصريح موليكورب القديم.
وقال جيمس هدريك المتخصص في التربة النادرة في مؤسسة جيولوجيكال سيرفاي الامريكية "توقفت معظم الشركات التي كانت تعمل في هذا المجال عن الانتاج لانه لم يعد مربحا."
واستؤنف تكرير الخام الذي سبق استخراجه من ماونتين باس على نطاق صغير في 2007 بعد عامين من شراء اونوكال لشركة شيفرون كورب. وفي العام الماضي بيعت موليكورب لمجموعة من المستثمرين من القطاع الخاص.
وفي الوقت نفسه يقول خبراء ان انتاج الصين من معادن التربة النادرة ارتفع الى نحو 97 في المئة من الامدادات العالمية أو 139 الف طن من المواد المكررة في عام 2008. ومن المتوقع أن يصل الانتاج الى 160 ألف طن سنويا بحلول منتصف العقد المقبل.
لكن الطلب العالمي يزيد بوتيرة أسرع بفضل الطلب الكبير على الطاقة النظيفة والسيارات الصديقة للبيئة مما قاد لتوقعات بنقص امدادات بواقع 40 ألف طن سنويا بحلول عام 2015.
وقال جاك ليفتون محلل السلع الاولية ومن اهم خبراء التربة النادرة "نحن نقترب من مرحلة الأزمة."
وتستخدم معادن التربة النادرة في مئات من المعدات والسلع الاستهلاكية وغالبا بكميات صغيرة جدا.
ويحتاج المحرك الكهربائي في سيارة بريوس من انتاج تويوتا كيلوجراما واحدا من النيوديميوم وهو المكون الرئيسي في السبيكة الخاصة بالمغناطيس الدائم.وتحتاج كل بطارية في السيارة بريوس بين 10 و15 كيلوجراما من معدن نادر آخر هو لانثانوم حسبما ذكر ليفتون.
ويضيف "السيارة بريوس اكبر مستخدم لمعادن التربة النادرة في العالم."
ومع توقعات بخفض الصين صادرات التربة النادرة خفضا حادا لتغذية التوسع السريع في صناعاتها سيتفاقم العجز العالمي المتوقع.
وتتطلع موليكورب لمواجهة التحدي بخطة تعدين جديدة على مدار 30 عاما بعدما حصلت على موافقة نهائية في صيف عام 2004 في اعقاب عملية مراجعة من الجهة رقابية لنشاطها على مدار 15 عاما.
وقال سميث ان شركته تقوم منذ ذلك الحين بتحسين عمليات استخراج متطورة تسمح لموليكورب بزيادة كمية المعادن التربة النادرة التي يمكن ان تستخرجها من خام باستنايسايت في مناجمها الى المثلين تقريبا.
وقال "هذا يعني انه لا ينبغي ان استخرج نفس الكمية من الخام من المنجم للحصول على كمية موازية لبيعها للعميل. هذا يخفض التكلفة الى حد كبير."
وتقضى الخطة باستئناف التعدين في ماونتين باس بحلول عام 2012 بمعدل الف طن من الخام في اليوم وهو كاف لانتاج 20 الف طن من اكسيد التربة النادرة لبيعها سنويا وقال سميث ان المنجم حصل على موافقة لمضاعفة الكمية في الوقت المناسب .
وصرح "اذا وصلنا بمنشاتنا لمعدلات الانتاج التي تم التصريح به بالكامل فسوف نقترب كثيرا من تلبية معظم احتياجات بقية العالم."
من ستيف جرومان
Posts
No comments:
Post a Comment