كوبنهاجن (رويترز) - طرح الملياردير جورج سوروس يوم الخميس حلا لمشكلة إتاحة مئة مليار دولار للمساعدة في جهود الحد من ارتفاع حرارة الأرض في حين تباطأت المحادثات بشأن اتفاق دولي جديد للمناخ بسبب المطالب الصعبة لدولة توفالو الجزيرة الواقعة في المحيط الهادي.
وقال سوروس لرويترز على هامش المؤتمر الذي يُعقد في الفترة من 7 الى 18 ديسمبر كانون الاول "وجدت طريقة لكي يدفع شخص آخر ... لحشد الاحتياطيات المعطلة". وسوف يختتم المؤتمر بقمة يشارك فيها 110 من زعماء وقادة الدول بهدف التوصل لاتفاق جديد بشأن المناخ.
وقال سوروس المجري المولد ان القروض الخاصة بالبيئة المدعومة باحتياطات الذهب لدى صندوق النقد الدولي للدول الفقيرة يمكن أن يصل اجماليها الى مئة مليار دولار.
وأضاف سوروس "أعتقد أن هذا الصندوق بمئة مليار دولار يمكن أن يحول هذا المؤتمر من الفشل الى النجاح". الا أن سوروس اعترف بوجود العديد من العقبات القانونية والعملية أمام الحصول على هذه الاموال.
وتريد الدول الفقيرة أن تنفق الدول الغنية واحد في المئة أو أكثر من اجمالي دخلها القومي على خفض الانبعاثات في العالم النامي أو 300 مليار دولار سنويا على الأقل وهو نحو مثلي أعلى تقديرات للدول الصناعية.
وحذرت المفوضية الأوروبية من الحلول التي تبدو سهلة. وقال ارتور رونج ميتزجر رئيس وفد المفوضية في مباحثات كوبنهاجن عندما سئل عن اقتراح سوروس "يجب أن تأتي الأموال من جهة ما وليس من مجرد طابعة."
وعلق جانب من محادثات الامم المتحدة بشأن المناخ لليوم الثاني على التوالي بعد أن أصرت توفالو التي تخشى زوالها من على الخريطة بفعل ارتفاع مناسيب مياه البحار على أن يبحث المؤتمر اقتراحها بالتوصل الى اتفاقية ملزمة قانونا بخفض كبير في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وكشف موقف توفالو عن انقسامات بين الدول النامية حيث سيفرض هذا الاقتراح على الكثير منها القيام بالمزيد للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة أساسا من احتراق الوقود الحفري. وقد عارضت دول منها الصين والهند اقتراح توفالو.
وترى معظم الدول الأخرى ان مؤتمر كوبنهاجن لا يمكن الا أن يتمخض عن نص سياسي يساعد في الحد من التصحر والفيضانات والموجات الحارة وحرائق الغابات من خلال نصوص قانونية يتم انجازها العام القادم.
وقال مسؤول صيني ان بكين تؤيد أهداف توفالو باتخاذ اجراءات صارمة للحد من الانبعاثات ولكن "في فهمنا المحدد لكيفية تحقيق مثل هذا التغيير قد يكون لدينا بعض الاختلافات."
ورحب كثير من خبراء المساعدات ودعاة حماية البيئة بموقف توفالو.
وقال باري كوتيس وهو متحدث باسم منظمة أوكسفام "صدور اعلان سياسي جيد من كوبنهاجن دون نتيجة ملزمة قانونا مثل سمكة قرش دون أسنان."
وقال ايفو دي بوير رئيس لجنة الامم المتحدة للتغير المناخي ان توفالو "تخشى اهمال اقتراحها الخاص بالتوصل لاتفاقية واضحة للغاية في حين لا يلوح في الافق اي اقتراح اخر جوهري أو أكثر طموحا."
وسوف يؤدي اقتراحها ببروتوكولا جديدا الى ظهور فئة جديدة من "الدول المهددة على نحو خاص" مثل الدول المؤلفة من جزر صغيرة التي يمكن أن تحصل على أموال أكثر ويجعل "نجاة كل الدول" هدفا أسمى.
وتشعر دول الجزر الصغيرة بأنها أهملت في المحادثات حتى أن كرة عملاقة للعالم بارتفاع خمسة أمتار وضعت أمام مركز مؤتمر كوبنهاجن لم تتضمن الكثير من هذه الدول مثل جزر كوك أو المالديف.
وقال ديسيما وليامز من جرينادا ورئيس تحالف دول الجزر الصغيرة "لسنا موجودين حتى على الخريطة".
ويمثل الخلاف بين الدول الغنية والفقيرة بشأن كيفية الحصول على الاموال لتمويل الجهود لمكافحة تغيرات المناخ واحدة من النقاط الرئيسية التي تعوق التوصل لاتفاق دولي جديد بهذا الشأن اضافة الى مشكلات في الاتفاق على اقتسام أعباء الخفض في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال بعض المشاركين من القطاع الخاص ان المحادثات لم توجه أي اهتمام للكثير من مبادرات القطاع الخاص التي تستهدف ادارة تريليونات الدولارات من صناديق المعاشات والصناديق السيادية ورفع أسواق الكربون الحالية.
وقالت ليزا جاكوبسون رئيس مجلس الاعمال للطاقة المستدامة لرويترز على هامش محادثات كوبنهاجن "يبدو ان هذه العملية أحيانا ما تكون منفصلة الى حد بعيد عن الشكل يمكن ان تستخدم به التكنولوجيا وما يجري في قطاع الأعمال."
من جيرارد وين وديفيد فوجارتي
No comments:
Post a Comment