Engageya

Friday, December 4, 2009

جدل البريد الإلكتروني قد يؤثر على مؤتمر كوبنهاجن

قال محمد الصبان رئيس الوفد السعودي إلى كوبنهاجن إن بريدا إلكترونيا لمعهد بحث للطقس أمكن الحصول عليه عبر القرصنة يشير إلى أن سبب التغير المناخي ليس بشريا.

وقال الصبان لبي بي سي إن هذه المسألة سيكون لها تأثير كبير على قمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية، التي ستعقد في العاصمة الدنماركية ابتداء من الأسبوع المقبل، خاصة وأن العديد من الدول ترفض خفض ما تتسبب فيه من انبعاثات.

بيد أن عددا آخر من العلماء يقول إن البريد الإلكتروني ومصدره جامعة إيست أنجليا، لا يمس فرضية التأثير البشري على المناخ.

الإنسان بريء من تغيير المناخ

وطفى جدل البريد الإلكتروني قبل أسبوعين عندما نشرت على الشبكة المئات من الرسائل الإلكترونية المتبادلة ما بين علماء وحدة البحث في التغيرات المناخية التابعة للجامعة المذكورة وزملائهم عبر العالم.

وقد فتحت الشرطة تحقيقا لمعرفة ظروف تسرب هذه الرسائل ووثائق أخرى. كما استقال مدير الوحدة مؤقتا في انتظار نتائج التحقيق.

وتشرف الوحدة على أهم قاعدة للمعلومات حول كيفية تغير المناخ.

وزعم المتشككون في مسؤولية البشر عن التغيرات المناخية، أن هذا البريد الإلكتروني ينسف الفرضية القائلة بتسبب الإنسان في ظاهرة الاحتباس الحراري.

غير أن هذه الرسائل لم تتحول إلى مسألة قد تؤثر على مصير قمة كوبنهاجن حيث يتوقع أن يصدق على معاهدة بيئية شاملة تحل محل بروتوكول كيوتو.

وتعد السعودية عضوا مؤثرا في مجموعة الـ77/ كتلة الصين التي تتزعم العالم النامي في عديد من المفاوضات داخل الأمم المتحدة.

ولم يخف الصبان اعتقاده أن هذا البريد الإلكتروني سوف يؤدي إلى تعطيل أكبر أهداف القمة وهي الحد من انبعاث الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال المفاوض السعودي: إن المناخ يتغير منذ آلاف السنين، ولكن لأسباب طبيعية وليست بشرية. لهذا فمهما بذل المجتمع الدولي من أجل خفض هذه الانبعاثات فلن يكون لذلك أي تأثير على التغير المناخي.

وأضاف الصبان قائلا إن الكثير من البلدان تؤيد هذا الطرح فهي لهذا السبب غير مستعدة للموافقة على كل ما من شأنه أن يؤثر على نموها الاقتصادي لعدة سنوات.

في المُقابل يمكن للحكومات أن تلتزم بإجراءات غير مكلفة للحد من الانبعاثات، إذا ما التزمت البلدان الغربية أبدت استعدادا لمساعدة البلدان الفقيرة والمعوزة ماليا وهي تحاول الاحتماء من آثار التغيرات المناخية الطبيعية.

وقال الصبان إنه ينبغي لقمة الأمم المتحدة أن تجري تحقيقا شاملا في قضية البريد الإلكتروني.

خارج المسار

وسبق للسعودية –بصفتها متزعمة البلدان المنتجة للنفط- أن عارضت كل محاولات التوصل إلى اتفاقيات للحد من انبعاث الغازات المتسببة في التغير المناخي، كما طالبت بتعويضات مالية لما تتسبب فيه مثل هذه القيود من خسارة لأنها تحد من مبيعات النفط.

ويرى بعض المتتبعين للمفاوضات الأممية أن تعليقات الصبان تكشف عن استمرار السعودية على هذا النهج.

وتقول ماليني ميرا مؤسسة ومديرة مركز الأسواق الاجتماعية في الهند: من الجلي أنها محاولة التشكيك في البراهين العلمية وبث الارتباك، قبل انعقاد قمة كوبنهاجن؛ لقد رأينا هذا من قبل. ويبدو أن السعوديين قد عادوا إلى زمان الموقف المتصلب، وهذا ليس مستغربا من بلد يعتمد اقتصاده على المحروقات الأحفورية، ولكنه موقف لا يعبر عن رؤية ثاقبة، بل هو دليل على الخروج عن المسار .

وقال ناطق باسم المفوضية الأوروبية إن الدليل العلمي على مسؤولية البشر عن التغير المناخي غير قابل للدحض سواء بالبريد الإلكتروني أو بدونه.

وقال مايكل مان أحد خبراء التاريخ المناخي بجامعة بنسلفانيا الأمريكية: هناك إجماع بين العلماء على أن التغير المناخي واقع لا ريب فيه ولا ينبغي إنكاره. وأولئك الذين لا يرون ضرورة العمل على الحد منه يفتقرون إلى السند العلمي، لهذا فهم يختلقون جدلا زائفا لتحويل اهتمام الجمهور والساسة بهدف إفشال قمة كوبنهاجن.

No comments:

Linkwithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...