شدد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو على ان حضوره مؤتمر كوبنهاغن حول المناخ يثبت "صدق" الصين في التزامها مكافحة الاحتباس الحراري، في تصريحات نشرت الخميس.
وقال وين اثناء توجهه الى الدنمارك بحسب ما نشرته وزارة الخارجية على موقعها الالكتروني "اريد من خلال مشاركتي في هذه القمة ان اثبت ان الحكومة والشعب الصينيين يعلقان اهمية كبرى على مسالة التغيير المناخي".
وتابع وين الذي وصل مساء الاربعاء الى كوبنهاغن ان بلاده "تامل بان تعمل باكبر قدر ممكن من الصدق والتصميم وبالتكاتف مع الاسرة الدولية لمواجهة هذا التحدي العالمي".
وسيعرض وين جياباو في مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ موقف بلاده غير الملزمة بموجب بروتوكول كيوتو باهداف متعلقة بتخفيض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، غير انها تعهدت تخفيض كثافتها الكربونية (انبعاثاتها الملوثة لكل نقطة من اجمالي الناتج الداخلي) بنسبة 40 الى 45% بحلول 2020 بالنسبة الى 2005.
وهذا المجهود مهم لكنه قد يفضي الى مضاعفة انبعاثات غازات الدفيئة الصينية عام 2020 بالنسبة الى العام 2005 ان ظل متوسط النمو الاقتصادي الصيني خلال هذه الفترة يتراوح حول 8%، وهو في الوقت الحاضر اعلى من هذا المستوى.
وقال وين "آمل ان تسفر هذه القمة عن نتيجة عادلة ومنطقية ومتوازنة .. بفضل تضافر جهود جميع الاطراف". غير ان مفاوضات كوبنهاغن بدت متعثرة قبل يومين من اختتامها بعدما سجلت يوم الاربعاء خلافات اجرائية.
من جهته رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء "التفكير بفشل" في مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ الذي ينتهي الجمعة في كوبنهاغن معتبرا ان الفشل سيكون "كارثيا" وان الدولة التي ستجازف وتتسبب به ستجد نفسها "معزولة".
وردا على سؤال لمحطة التفلزيون الفرنسية "كنال +" عشية توجهه الى العاصمة الدنماركية للمشاركة في الاعمال الختامية للمؤتمر، قال ساركوزي "لا افكر بفشل لان الفشل سيكون كارثيا اذ ان وقتا طويلا سينقضي قبل ان نتمكن من جمع 110 رئيس دولة وحكومة مجددا في نفس العاصمة ولنفس المسألة".
واضاف "الدولة التي ستجازف وتكسر هذا الاتفاق الدولي، هذه الدولة سوف تكون معزولة وستقع عليها مسؤولية تاريخية لن يكون بامكانها تحملها"، مؤكدا "اتوجه الى كوبنهاغن وانا حريص على تحقيق نجاح".
واوضح بشكل مفصل الشروط الضرورية لمثل هذا النجاح، فذكر توافق جميع الدول على "هدف الدرجتين" كحد اقصى لارتفاع حرارة الارض وكذلك تخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون "بنسبة 50% بحلول في العام 2050" بالاضافة الى "توفير التمويل اللازم من اجل مساعدة افريقيا والدول الاكثر فقرا على تحقيق نموها" وكذلك "انشاء منظمة عالمية للبيئة للتحقق من الالتزامات".
واعتبر الرئيس الفرنسي ان نظيره الاميركي باراك اوباما "شريك جيد" ولكنه اشار الى انه "يجد صعوبة في اقناع الرأي العام الاميركي والطبقة السياسية الاميركية". وقال "من ناحية باراك اوباما، الامور تسير على ما يرام، اعتقد اننا سنتوصل الى نتيجة".
وحول التحفظات التي تبديها الصين، قال ساركوزي انه "يأمل ان يتحرك الصينيون في الاتجاه الصحيح".
وكان دبلوماسيون صرحوا لوكالة فرانس برس مساء الاربعاء ان المفاوضات وصلت الى طريق مسدود بعد يوم ضائع، وذلك عشية قمة يشارك فيها قادة 110 دول في محاولة لتبني اتفاق يشكل اطارا لمكافحة الاحتباس الحراري.
وقالت سكرتيرة الدولة الفرنسية لشؤون البيئة شانتال جوانو مساء الاربعاء ان المفاوضات الجارية في كوبنهاغن للتوصل الى اتفاق عالمي حول المناخ الجمعة اثناء قمة رؤساء الدول "في جمود تام"، و"قد خسرنا تقريبا يومين من التفاوض".
No comments:
Post a Comment