وقال في هدوء وهو يسحب أنابيب بلاستيكية من تحت المنزل البسيط المبني بالقرميد لانتشال الجثث "أعرف أنهم ماتوا. لكن يجب أن أخرجهم. يجب أن أراهم بعيني والا لن أتأكد."
وأضاف "على الاقل لم يكن الاطفال في المنزل عندما حدث هذا."
هذا هو المشهد المتكرر في أنحاء بلدة تشوتشو الصينية النائية التي تقع في اقليم قانسو في شمال غرب البلاد. وقتل 702 شخص على الاقل عندما تدفقت كتلة من الطين والصخور على السكان وهم نائمون خلال مطلع الاسبوع. ولا يزال 1042 مفقودين.
ولم يفقد عمال الانقاذ الذين تدفقوا على تشوتشو الامل في العثور على أحياء لكنهم حذروا من أن الفرص ضئيلة بسبب الطين الخانق الذي تراكم في بعض الاماكن ووصل الى ارتفاع الطابق الثالث او الرابع.
ووضعت قطع خشبية وصخور فوق الوحل لتسهيل الحركة لكنها بدت وكأنها تطفو عند الوقوف عليها مما يهدد بالانزلاق وسقوط عمال الانقاذ في الطين.
وقالت دان شياو لي وهي عاملة انقاذ من اقليم سيشوان المجاور حيث قتل عشرات الالاف بسبب زلزال قبل عامين "الامر مختلف عن الزلزال. فانك تغرق مع تراكم كل هذا الطين في كل زاوية في الغرفة."
وأضافت وهي ممسكة بحقيبة الاسعافات الاولية "لكننا بحاجة للاستمرار في البحث تحسبا لان تكون هناك معجزة."
وتجمع حشد في مكان قريب ينظرون في فتحة صغيرة أحدثها جنود في سقف منزل مستخدمين أياديهم وبعض المعاول والمطارق.
وصاح جندي قائلا "اصمتوا تراجعوا اننا نسمع صوت شخص هناك."
وبعد خمس دقائق أصبح الصمت نحيبا مع ظهور ذراع قتيل من بين الانقاض وضايقت الرائحة كل الواقفين.
وانهارت امرأتان تنتحبان ولم تتمكنا من الوقوف بسبب الحزن وحملهما أقارب لهما. وللجميع قصة مأساوية يرويها وساعد الحظ فقط كثيرون على النجاة من الانهيار الارضي.
وقال ليو جيه شنغ (40 عاما) وقد بدا عليه التعب لقلة النوم "غمر الطين الطوابق من الاول الى الرابع في منزلي. كنا في الطابق السادس. لا يزال العشرات من جيراني في الطين. فقدنا الامل في انتشال جثثهم."
ومع استمرار تدفق امدادت الاغاثة ووصول عمال الانقاذ تعيق الطرق السيئة وبعد المنطقة الجهود.
والمطار الاقرب لمكان الانهيار يقع على بعد سبع ساعات بالسيارة وفرضت قيود على حركة المرور.
وقال شرطي بعد جدل قصير مع بعض المسؤولين في سيشوان كانوا يحاولون نقل مياه معبأة "الطريق ضيق للغاية. علينا التحكم فيما يذهب الى هناك والا ستحدث فوضى وسيتوقف كل شيء."
لكن ورغم القيود الصارمة فان الكثير من معدات الرفع الثقيلة لا تعمل فهي اما يتعذر نقلها الى البلدة أو لا يمكن استخدامها في أجزاء كبيرة منها خوفا من أن تنزلق في الطين.
وقال وانغ شيويه تشن الذي فقد أربعة من أفراد أسرته ونجا لانه لم يكن بالمنزل أثناء الليل "تفعل الحكومة ما بوسعها. الا أننا بعيدون عن كل شيء هنا. هذه ليست مشكلة يمكن حلها بين ليلة وضحاها."
من بن بلانكارد
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment