Engageya

Sunday, August 15, 2010

لاجئون أفغان يفكرون في العودة لوطنهم بعد فيضانات باكستان..

لاجئون أفغان يفكرون في العودة لوطنهم بعد فيضانات باكستان..
وتسببت الفيضانات في تسوية منازل مبنية بالطوب اللبن بالارض في مخيم اضاخيل للاجئين في شمال غرب باكستان لهذا يفكر البعض في العودة الى أفغانستان التي ما زالت تعاني من العنف.
لقد قضت مياه الفيضانات على أحلامهم.
قال نظام علي الذي اجتاز لتوه اختبارات الصف الثاني عشر وكان يعتزم القيام بمزيد من الدراسات في مدينة بيشاور المجاورة "ابتلع النهر كل شيء. ليس لدينا منزل ولا عمل.. ليس لدينا ما نأكله أو نلبسه."
وأضاف "ما من أحد يساعدنا.. يبدو الان أنه لم يعد لدينا خيار اخر سوى العودة الى أفغانستان."
واتفق معه في الرأي رجال كانوا ينشرون أغطية وحشايا مبتلة فوق قطعة جافة من الارض وقال خير محمد حاملا كومة من الملابس والاغطية على ظهره "هذا هو ما تبقى لنا."
وفر ملايين الافغان الى باكستان وايران في الثمانينات بعد الغزو السوفيتي. ورغم أن الكثير منهم عاد للوطن بعد أن أطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بطالبان عام 2001 مازال ما يقدر بنحو 1.7 مليون داخل باكستان أغلبهم في مخيمات للاجئين.
وفي العام الماضي وافقت باكستان على السماح للافغان المشردين بالبقاء حتى نهاية عام 2012 بعد تصاعد للعنف بامتداد الحدود بين باكستان وأفغانستان مما أدى الى اعاقة جهود اعادة اللاجئين.
وربما تعني العودة الى أفغانستان التعرض لبعض الظروف التي فروا منها في باديء الامر. وغادر الكثير منهم البلاد بينما كان المجاهدون الافغان يحاربون القوات السوفيتية وأعقب ذلك حرب أهلية. والان تحارب طالبان قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة.
وأجبرت الفيضانات اللاجئين على الابتعاد عن مخيم أضاخيل بنحو 100 متر بامتداد خط للسكك الحديدية وطريق سريع. ورغم أن المسافة ليست بعيدة فان الامر ربما أحدث لديهم نفس الهزة التي أحدثتها مغادرة أفغانستان لان هذا المخيم ظل مأواهم لعقود.
وقال سلطان حبيب وهو طاه يعمل في مطعم بمدينة مجاورة عمره 24 عاما "لم يأت أحد الى هذه المنطقة. ربما تكون هناك جثث تحت الانقاض."
وأضاف "أعرف صبيين أو ثلاثة ما زالوا مفقودين."
بدأ مخيم اضاخيل كمستوطنة صغيرة بامتداد خط للسكك الحديدية قبل 30 عاما وتحول تدريجيا الى قرية تضم متاجر وأكشاكا للبقالة والطعام.
ثم حدثت الفيضانات وتبدد في لحظة الاستقرار الذي كان ينعم به اللاجئون.
وتحيط مياه يزيد ارتفاعها عن 90 سنتيمترا بمسجد في أضاخيل ووصلت الى المنبر.
وغطت طبقة سميكة من الطين أواني الطهي والحشايا ومراوح السقف. ويسبح الاطفال في مياه موحلة شكلتها الفيضانات متناسين مخاطر المياه الراكدة التي ربما تؤدي الى أمراض مهلكة.
وتقول الامم المتحدة انها تزداد قلقا من تلك الامراض.
وفي مخيم طبي تديره هيئة اغاثة قال الدكتور عبد الرؤوف وهو يضمد ساق صبي أصيب اثر انهيار جدار "نحصل على الادوية ونعالج الناس. لكننا قلقون للغاية من تفشي أمراض مثل الاسهال والكوليرا لان الحيوانات النافقة ما زالت موجودة في العراء والجراثيم تتشكل في المياه الراكدة."
وهناك مخاطر أخرى ومنها قدوم مسلحين الى المنطقة ليلا للسرقة مما لا يدع أمام اللاجئين مجالا للاحتفاظ بما لم تضيعه المياه.
وكما هو الحال في أماكن أخرى كثيرة في باكستان يشعر اللاجئون الافغان بالغضب بسبب ما يرونه تلكؤا من جانب الحكومة في مواجهة الازمة. ولم يتمكن بعضهم من استيعاب حجم الازمة بالكامل.
وقال جواد خان "لم يحدث هذا من قبل.. أن تدخل مياه النهر قريتنا."
وأضاف "في واقع الامر فتحت الحكومة بوابات سد مجاور دون أن تخبرنا. لم تحذرنا قط. انها مسؤولة عن هذه الكارثة. ندعو الله أن يعيننا."
من أوجوستين انتوني
Bookmark and Share

No comments:

Linkwithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...