بورت او برنس (رويترز) - قضى سكان هايتي ليلتهم في المتنزهات والشوارع خوفا من توابع الزلزال الذي سوى منازل ومباني حكومية بالأرض ودفن عددا لا يُحصى من الاشخاص.
ويخشى مقتل عشرات الالاف في هايتي ويعتقد أن كثيرين لايزالون أحياء تحت الأنقاض بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة بورت او برنس يوم الثلاثاء وبلغت قوته سبع درجات.
ولم تظهر إشارات على عمليات انقاذ منظمة للمحاصرين تحت الأنقاض أو انتشال الجثث كما أن أطباء هايتي -وهي أفقر دول نصف الكرة الغربي- ليس لديهم المعدات اللازمة لعلاج المصابين.
وأعرب ناجون من الزلزال عن خوفهم من العودة الى منازلهم وناموا في مناطق مفتوحة حيث رددت جماعات من النساء أناشيد دينية تقليدية في الظلام وصلين من أجل الموتى.
وقال ديرمين دوما وهو موظف في فندق فيلا كريول فقد أربعة من أقاربه "يغنين لأنهن يردن أن يفعل الرب شيئا. يردن أن يساعدهن الرب."
ونام أجانب حول حمام السباحة في الفندق الذي لحقت به أضرار وانتشر عشرات المصابين على الأرض خارجه.
ولاتزال الجثث متناثرة في أنحاء المدينة.. تحت الأنقاض وعلى الطرق بينما يجري نقل بعضها الى شاحنات وغطيت أخرى بملاءات وبطانيات. وسمعت أصوات صرخات من تحت الأنقاض.
وهام عشرات الالاف من مواطني هايتي المذهولين وهم ينتحبون في شوارع بورت او برنس بعد يوم من الزلزال أملا في الحصول على مساعدة. وحاول البعض ازالة الكتل الخرسانية بأيديهم لانقاذ المحاصرين تحت الانقاض واستخدم اخرون المطارق.
وهتف شاب في وجه الصحفيين متحدثا باللغة الانجليزية "يموت كثيرون. نحن بحاجة لمساعدة دولية... لا توجد اسعافات ولا غذاء ولا هاتف ولا ماء.. لا شيء."
وردا على سؤال لقناة (سي.ان.ان) عن عدد قتلى الزلزال قال رئيس هايتي رينيه بريفال "لا أعرف.. سمعت 50 ألفا... أو 30 ألفا." ولم يذكر مصدر هذه التقديرات.
وأعلنت جماعة أطباء بلا حدود انقاذ عاملة كندية في مجال المساعدات تدعى دانييل تريبانييه يوم الأربعاء من تحت الأنقاض وقالت انها أُصيبت بجروح طفيفة لكنها تعاني حالة من الصدمة والتشوش بعدما ظلت قرابة 24 ساعة محاصرة تحت أنقاض منزلها الذي انهار بسبب الزلزال.
وقالت الجماعة في بيان "كان سائقان محليان بين من عرضوا حياتهم للخطر لانقاذ دانييل بعد أن عرفوا من صرخاتها المتقطعة لطلب النجدة أنه لا يزال هناك أحياء تحت الانقاض."
وعرضت بعض الدول تقديم مساعدات لهايتي. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر يوم الخميس ان طائرات فرنسية ستنقل 60 مصابا الى جزيرة مارتينيك لتلقي العلاج. وأضاف لمحطة فرانس انتير الاذاعية أن آخرين سينقلون جوا في وقت لاحق.
وقالت الامم المتحدة التي دمر الزلزال مقرها المكون من خمسة طوابق في بورت او برنس ان 16 على الاقل من أفراد بعثتها لحفظ السلام في هايتي وعددهم تسعة آلاف شخص لقوا حتفهم في الزلزال بينهم 14 جنديا برازيليا.
وقال بريفال ان الضرر "لا يمكن تخيله" وأشار الى السير فوق الجثث وسماع صرخات المحاصرين تحت مبنى البرلمان المنهار.
وقال بوب بوف مدير خدمات الكوارث في منظمة جيش الخلاص لقناة ( سي.ان.ان) ان الزلزال هو "أسوأ زلزال شهدته.
"هناك الكثير من الدمار في منطقة مركزة. سيستغرق الحفر أياما أو أسابيع."
وكان مركز الزلزال على بعد 16 كيلومترا فقط عن بورت او برنس. ويعيش نحو أربعة ملايين شخص في المدينة والمنطقة المحيطة بها والتي ضربتها توابع وصلت قوتها الى 5.9 درجة.
وانقطعت الاتصالات العادية في المدينة وأغلقت الانقاض والاشجار طرقا وانقطعت الكهرباء كما نقصت إمدادات الماء. وكانت إشارات المرور التي تعمل بالطاقة الشمسية هي مصادر الإنارة الوحيدة في شوارع بورت او برنس.
وقال بريكليه جان بابتيست المتحدث باسم الصليب الاحمر في هايتي ان امدادات الدواء نفدت من المنظمة المعتادة على التعامل مع الكوارث في هايتي البلد الذي يعاني من الفقر والكوارث الطبيعية وانعدام الاستقرار السياسي.
وأضاف لرويترز "هناك أعداد كبيرة جدا بحاجة للمساعدة.. نفتقر للمعدات ونفتقر لأكياس الجثث."
وبدا أفراد بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في هايتي متأثرين بضخامة مهمة الانتشال التي تنتظرهم.
وقال تشيلي من أفراد البعثة وهو يجلس على جرار وينظر الى صفوف من المنازل المنهارة "لا نعرف ماذا نفعل... يمكنكم أن تروا حجم الدمار الرهيب. لم نتمكن من الوصول الى كل المناطق."
وقال البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك أوباما تحدث هاتفيا مع الامين العام للأمم المتحدة بان جي مون ورؤساء البرازيل وكندا والمكسيك وتشيلي حول جهود مساعدة هايتي لكنه لم يتمكن من الاتصال ببريفال.
وتعهد أوباما بدعم سريع ومنسق وأعلنت وزارة الدفاع الامريكية انها سترسل حاملة طائرات وثلاث سفن برمائية بينها واحدة يمكنها نقل ما يصل الى ألفين من جنود مشاة البحرية الامريكية.
وقررت الامم المتحدة والصين ودول أوروبية ارسال فرق استطلاع وانقاذ بعضها مزود بمعدات ثقيلة وكلاب تفتيش في حين قدمت حكومات أخرى خياما ووحدات لتنقية المياه وأغذية وفرق اتصالات.
ودمر الزلزال برج المراقبة في مطار بورت او برنس. وأرسلت القوات الجوية الامريكية فريقا لإعادة خدمات المراقبة الجوية للسماح للطائرات بنقل المصابين وجلب الامدادات.
وقال الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون وهو مبعوث الامم المتحدة الخاص في هايتي ان هناك حاجة للمزيد من فرق الانقاذ والمعدات الثقيلة.
وقال لقناة (سي.ان.ان) "نحن بحاجة للمزيد من طائرات الهليكوبتر. أهم شيء أن يتمكن الناس من دخول المباني (المنهارة) ويعثروا على أكبر عدد ممكن من الأحياء."
واستخدم خفر السواحل الامريكي طائرة هليكوبتر لنقل أربعة أمريكيين أصيبوا بجروح خطيرة الى قاعدته البحرية في خليج جوانتانامو في كوبا. وقال ان أضرارا جسيمة لحقت بميناء بورت أو برنس بما في ذلك رافعة الحاويات في الميناء.
وتضرت مستشفيات كثيرة في هايتي تضررت ولم تعد صالحة للعمل وكافح أطباء لعلاج كسور في العظام والمفاصل واصابات في الرأس في ملاجيء متنقلة تندر فيها الامدادات الطبية.
من توم براون وأندرو كوثورن
No comments:
Post a Comment