انتهت اعمال البحث عن ناجين في هايتي حيث بلغت حصيلة الزلزال المدمر الذي وقع في 12 كانون الثاني/يناير نحو 112 الفا و226 قتيلا، لكن مسعفين في بور او برانس تمكنوا السبت من انتشال رجل حي من تحت الانقاض.
واعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان "الحكومة اعلنت انتهاء مرحلة البحث والانقاذ"، مشيرا الى ان هذه العمليات انتهت في الساعة 16,00 (21,00 تغ) من يوم الجمعة وان فرق الانقاذ الدولية انتشلت 132 ناجيا منذ وقوع الزلزال.
غير ان مسعفين فرنسيين تمكنوا السبت بمساعدة مسعفين اميركيين ويونان من انتشال ناج جديد من تحت الانقاض. وقال ديدييه لو بريه السفير الفرنسي في هايتي ان "ما حصل لا يصدق، لقد قاوم طوال احد عشر يوما".
وارتفعت حصيلة الزلزال الرسمية بشكل سريع الجمعة لتصل الى 112 الفا و226 قتيلا و190 الف جريح بحسب اخر الارقام الرسمية. وفيما ارتفع عدد القتلى، تضاءل عدد الناجين الذين يتم اخراجهم من تحت الانقاض. ورغم ذلك انتشل شاب في ال22 من العمر وامراة في ال84 من العمر على قيد الحياة الجمعة.
وكان سكان بور او برنس يدفنون موتاهم السبت ويعملون على تنظيم امورهم المعيشية على المدى البعيد، فيما لاحت مؤشرات الى عودة الحياة ولو بشكل ضئيل الى بعض الاحياء.
وتجمع الاف الهايتيين بينهم الرئيس رينيه بريفال امام كاتدرائية المدينة التي دمرها الزلزال للمشاركة في جنازة رئيس اساقفة بور او برنس المنسنيور سيرج ميو (63 عاما) الذي قضى في الزلزال وكان يتمتع بشعبية كبيرة في هذا البلد الكاثوليكي.
وكان الهايتيون ينتظرون بفارغ الصبر اعادة فتح قسم من صناديق المصارف المغلقة منذ وقوع الزلزال وتشكلت صفوف انتظار طويلة صباح السبت.
والجمعة اجتاح الهايتيون باعداد غفيرة مكاتب تحويل الاموال على امل تلقي مبالغ مالية من اقرباء لهم في الخارج ولا سيما في الولايات المتحدة.
وعرض العديد من التجار الصغار بضائعهم في جوار الاسواق العامة وعلى ارصفة عدد من الجادات ما اثار ازدحاما كبيرا في السير. وعلق احد الاجانب "امر لا يصدق! الهايتيون استأنفوا نشاطاتهم بسرعة كبيرة".
وعلى صعيد العمليات الانسانية، يتم التركيز الان على توزيع المواد الغذائية والمياه وتامين العناية الطبية والملاجئ لمئات الاف الناجين في بور او برنس ومدينتي جاكميل وليوغان الاكثر تضررا جراء الزلزال وعاود مرفأ العاصمة العمل جزئيا وكذلك 30% من محطات الوقود.
وقالت مديرة برنامج الاغذية العالمي جوزيت شيران في بيان ان عمليات توزيع المساعدات الغذائية "تزداد يوما بعد يوم (...) مع توزيع مليوني وجبة طعام الجمعة" بالمقارنة مع 1,2 مليون الخميس.
غير ان المشكلات الامنية ما زالت تعيق جهود المساعدة وقد تعرضت قافلة تابعة لمنظمة غير حكومية لهجوم الجمعة وقال متحدث باسم الامم المتحدة فيتشنزو بولييزي "جاءت العصابات واستولت على كل الطعام".
وفي جادة "شان دو مارس" حيث يحتشد عشرة الاف من الناجين في خيم وسط ظروف صحية رديئة، وزع عسكريو بعثة الامم المتحدة لارساء الاستقرار في هايتي الجمعة 22 الف ليتر من المياه وعشرة اطنان من الحصص الغذائية.
وبحسب الحكومة الهايتية، يقيم نحو 610 الاف شخص في حوالى 500 مخيم مرتجل وقال مسؤول الصحة في الحكومة الهايتية كلود سورينا "لم يعد يعمل حاليا سوى ثلاثين مستشفى مجهزا لاجراء عمليات جراحية".
وقرر الكثير من الهايتيين النزوح الى مناطق غير متضررة وافادت الامم المتحدة ان اكثر من 130 الف شخص استفادوا من العرض الذي قدمته الحكومة بنقلهم مجانا.
وبحسب منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) فان عدد النازحين قد يبلغ مليون شخص، ما سيشكل عبئا اضافيا على المناطق الريفية الفقيرة.
وقال رونالد جان فريت (25 عاما) وهو ينتظر احدى الحافلات المجانية التي وعدت بها الحكومة "ليس هناك ما اقوم به حيث انوي الذهاب، لكن على الاقل يمكن ان اجد طعاما".
وتعقد "البلدان الصديقة" لهايتي وبينها الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل الاثنين في مونتريال اجتماعا طارئا لتنسيق المساعدة والتحضير لمؤتمر حول اعادة اعمار البلاد في آذار/مارس.
واعلن وزير التنمية الالماني ديرك نيبل في مقابلة ان حكومته تعتزم تخصيص خمسة ملايين يورو اضافية لمساعدة هايتي، ما سيرفع المساعدة المباشرة الالمانية الى 15 مليون يورو.
Posts
No comments:
Post a Comment