الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في لاكويلا في 9 تموز/يوليو 2009
اقرت الدول الست عشرة الرئيسية المسؤولة عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الخميس في لاكويلا بايطاليا، تحت رئاسة باراك اوباما، بضرورة الحد من ارتفاع حرارة الارض عند درجتين مئويتين كحد اقصى.
وقال قادة منتدى الاقتصاديات الرئيسية المسؤولة عن 80% من الانبعاثات الملوثة في اعلانهم الختامي الخميس "نحن نقر بان متوسط ارتفاع حرارة الارض ينبغي الا يتجاوز درجتين مئويتين مقارنة مع المستوى الذي كان عليه قبل العصر الصناعي"، اي نهاية القرن الثامن عشر.
وبالتالي تعهد القادة "بوضع هدف مشترك بخفض انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض بحلول 2050". لكنهم لم يحددوا رقما ملموسا.
وكانت مجموعة الثماني وافقت الاربعاء على درجتين مئويتين كحد اقصى، على ان يتم لهذا الغرض خفض الانبعاثات العالمية بمعدل النصف (50%) بحلول 2050، وبمعدل 80% بالنسبة للدول الصناعية مقارنة مع مستويات 1990.
ويجمع منتدى الاقتصاديات الرئيسية الدول الصناعية (من بينها مجموعة الثماني) وكبرى الدول الناشئة مثل الصين التي باتت اكبر دولة ملوثة.
ورفض المنتدى اصرار الصين على تحديد هدف خفض الانبعاثات على المستوى العالمي الى النصف بحلول 2050.
واشار رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الى "ممانعة الصين" حول الموضوع.
وكانت الدول الناشئة ضمن منتدى الاقتصاديات الرئيسية تامل بصدور التزامات بخفض الانبعاثات على المدى المتوسط (بحلول 2020) وبالتعهد بتقديم تمويلات للدول الفقيرة لضمان تكيفها، لا سيما وهي الدول الاكثر تاثرا بالتغير المناخي.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس في لاكويلا "نتائج قمة مجموعة الثماني غير كافية".
وهكذا، فان منتدى الاقتصاديات الرئيسية يدعو الدول الصناعية الى "ان تتصدر الطريق من خلال تبنيها وبسرعة اهدافا ملموسة لخفض (الانبعاثات) على المدى المتوسط"، في حين يتعين على الدول الناشئة ان "تقوم بافعال" تتيح ابطاء تنامي انبعاثاتها المحتملة "بصورة كبيرة".
ويشدد المنتدى على "حاجة البلدان الاكثر فقرا والاكثر تأثرا (بالتغيرات المناخية) وبصورة فورية للمساعدة". هنا ايضا لم يتم تحديد قيمة هذه الاحتياجات.
ولكن المنتدى اعتبر انه ينبغي توفير "الموارد المالية من اجل التكيف وتخفيف (الاثار المترتبة على ارتفاع حرارة الارض) بصورة طارئة، وزيادتها بصورة كبيرة"، على الا يتم تحويل الاموال على حساب المساعدات المخصصة للتنمية، وانما ينبغي "تخصيص صناديق مالية اضافية".
كما قرر المنتدى تشكيل "شراكة عالمية" الهدف منها تشجيع التكنولوجيا الخضراء، داعيا الى "مضاعفة الاستثمارات بحلول 2015" في مجال الطاقة المتجددة.
واكد ان على "الدول الاكثر تقدما" في مجال التقاط وتخزين ثاني اكسيد الكربون، وفي مجال الطاقة المتجدة والتكنولوجيا النظيفة، ان تتبادل خبراتها بحلول 15 تشرين الثاني/نوفمبر وان تقدم توصيات من اجل وضع خطة عمل مستقبلية.
كما تعهد قادة مجموعة الدول الثماني الاكثر تصنيعا والدول الناشئة الخميس بانجاز مفاوضات جولة الدوحة التجارية حول تحرير التجارة العالمية في 2010، كما جاء في اعلان مشترك اثر اجتماعهم في لاكويلا بايطاليا.
ووقع قادة مجموعة الثماني ومجموعة الخمس - البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب افريقيا-، بالاضاف الى مصر واستراليا واندونيسا وكوريا الجنوبية، على اعلان قالوا فيه "اننا نتعهد بالتوصل الى انهاء جولة الدوحة في 2010 بصورة طموحة ومتوازنة".
واضافوا "اننا نعيد تاكيد التزامنا بالحفاظ على الاسواق المفتوحة وتشجيعها ورفض اي تدابير حمائية".
واعلنت هذه الدول انها ستجتمع مجددا على مستوى وزارة التجارة لدفع المفاوضات قبل قمة مجموعة العشرين في بتسبرغ في 24 و25 ايلول/سبتمبر في بيتسبورغ بالولايات المتحدة. واكد مصدر دبلوماسي ان هذا الاجتماع سيعقد في الهند.
ومن جهة اخرى، اعربت مجموعة الثماني ومجموعة الخمس عن استعدادهما لتحاشي تخفيض قيمة عملاتهما واكدتا انهما ترغبان تشجيع نظام نقدي عالمي مستقر.
واكدت المجموعتان "سوف نمتنع عن القيام بعمليات تخفيض عملاتنا وسنشجع على قيام نظام نقدي دولي مستقر ويعمل جيدا".
واوضح قادة هذه الدول ايضا انهم "مهتمون بالكلفة الاجتماعية المرتفعة للازمة لناحية البطالة والفقر".
وجاء في بيان "نتعهد بمعالجة البعد الاجتماعي للازمة والتعامل مع قلق المواطنين كافضلية اولى".
من جهته دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس الدول المتقدمة الى بذل مجهود لمكافحة الاحتباس الحراري، والاقتصاديات الناشئة الى الانضمام لهذا المجهود، متوقعا في الوقت نفسه ان لا يكون التوصل الى اتفاق بهذا الشان سهل المنال.
وقال اوباما "اننا متفقون على القول ان الدول المتقدمة، مثل بلادي، تتحمل المسؤولية التاريخية لتكون في طليعة هذا المجهود".
واضاف "ان الدول النامية لديها مخاوف حقيقية ومفهومة بالنسبة الى الدور الذي ستلعبه في هذا الجهد (...) لكن مشاركتها الناشطة شرط مسبق للتوصل الى حل لان التوقعات تقول ان الجزء الاكبر من الانبعاثات في المستقبل سياتي من هذه الدول".
واوضح "نحن نتسبب بالقدر الاكبر على الصعيد الفردي في مجال انبعاث غاز الكربون. واعرف ان الولايات المتحدة تخلفت في السابق عن مسؤولياتها". لكنه اكد "فلتكن الامور واضحة، لقد ولت تلك المرحلة".
وتطرق الى التدابير التي اتخذتها حكومته منذ وصوله الى الرئاسة في كانون الثاني/يناير، خلفا لجورج بوش الذي كان الهدف المفضل لحماة البيئة.
واشاد اوباما بالالتزامات التي اتخذتها في لاكويلا البلدان الاكثر تصنيعا وبلدان منتدى ابرز الاقتصاديات الذي يضم بالاضافة الى مجموعة الثماني كبرى الاقتصاديات الناشئة (البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب افريقيا) واستراليا وكوريا الجنوبية واندونيسيا. لكنه اعترف بحدود هذه الالتزامات تمهيدا لقمة كوبنهاغن.
وقال "اذا كان صحيحا انه لا يمكننا الانتظار لحل هذه المشكلة في اجتماع واحد او في قمة واحدة، اعتقد اننا احرزنا بعض التقدم المهم تمهيدا لكوبنهاغن".
واعلن اوباما "كانت انطلاقتنا جيدة. لكني اول من يقول ان التقدم حول هذه المسألة لن يكون سهلا"، ملاحظا ان المهمة لا تزال صعبة في فترة من الكساد الاقتصادي العالمي، عندما تستطيع تدابير ضد الاحتباس الحراري المساهمة في ابطاء عودة النمو.
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس ان مجموعة الثماني كلفت وزراءها تقديم اقتراحات حول تمويل التصدي للتغيرات المناخية خلال قمة مجموعة العشرين في ايلول/سبتمبر في بيتسبورغ بالولايات المتحدة.
وقال للصحافيين "طلبنا من وزراء مجموعة الثماني المكلفين شؤون المناخ الاهتمام بالامر ورفع تقرير لنا خلال اجتماع مجموعة العشرين مطلع الخريف".
واضاف "يتوجب علينا ان نساعد الدول الاكثر تأثرا (بارتفاع حرارة الارض) على التأقلم وخصوصا الدول التي لا تستطيع القيام بذلك بسبب نقص الموارد".
واوضح "ايضا، سنسعى الى تقديم مساعدة مالية كبيرة لها".
كما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس الى تنويع النظام النقدي العالمي لان "عالما متعدد القطب يجب ان يتوافق مع عالم متعدد النقد".
وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في لاكويلا وسط ايطاليا حيث تعقد قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني لمدة ثلاثة ايام "لا يمكن ان نبقى مع عملة واحدة".
واكد الرئيس الفرنسي انه تطرق الى هذا الموضوع مع المدير العام لصندوق النقد الدولي الفرنسي دومينيك ستروس-كان الموجود هو الاخر في لاكويلا.
واضاف "نحن نتبع نظام بريتون وودس منذ العام 1945" الذي حدد القواعد المالية والنقدية الجديدة متسائلا "بصراحة، ستون عاما بعد اعتماد هذا النظام علينا ان نطرح السؤال: الا ينبغي ان يتوافق عالم متعدد القطب سياسيا مع عالم متعدد النقد اقتصاديا؟".
واوضح ان "احدى مسائل الاستقرار في الوضع الاقتصادي تمر ايضا بهذا الامر" متحدثا عن عدة اقتراحات خصوصا من صندوق النقد الدولي والصين. وقال ايضا "لا يعود لي امر الفصل" بين هذه المقترحات المختلفة "ولكن يجب ان يكون هناك نقاش".
والدولار هو العملة-المرجع في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
No comments:
Post a Comment