انشر هذا الخبر فى صفحتك على الفيسبوك نشرت روسيا الاربعاء محفوظات تتعلق بمجزرة كاتين التي ارتكبتها الشرطة السوفياتية عام 1940 بحق ضباط بولنديين في خطوة غير مسبوقة تهدف الى تعزيز التقارب المفاجىء في العلاقات بين موسكو ووارسو.
وياتي نشر هذه المحفوظات بامر من الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف في وقت تشهد العلاقات الروسية البولندية تقاربا اثر حادث تحطم الطائرة في غرب روسيا في وقت سابق هذا الشهر الذي ادى الى مقتل الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي.
وكتب على موقع هيئة ارشيف الدولة "روسارشيف.رو" ان "النسخ الالكترونية لوثائق اصلية من المجموعة رقم 1 حول +مشكلة كاتين+ نشرت بأمر من رئيس الاتحاد الروسي دي. ايه. مدفيديف على موقع محفوظات الدولة، بعدما كانت محفوظة لعقود في ارشيف الحزب الشيوعي".
وقد رفعت السرية عن هذه الوثائق في ايلول/سبتمبر 1992 بامر من الرئيس السابق بوريس يلتسين وتم كشفها لبولندا وبالتالي فان مضمونها كان معروفا منذ فترة طويلة كما اضاف البيان.
لكن حتى الان كانت النسخ الاصلية متوفرة للباحثين المتخصصين فقط ولم تنشر ابدا على الانترنت كما اعلن ناطقة باسم هيئة ارشيف الدولة الروسية لوكالة فرانس برس.
وبين هذه الوثائق التي نشرت على الانترنت مذكرة تقع في اربع صفحات من لافرينتي بيريا رئيس الشرطة السرية موجهة الى الديكتاتور السوفياتي جوزف ستالين حول مصير الاف السجناء البولنديين المعتقلين لدى السوفيات.
وفي الوثيقة يقترح بيريا "النظر سريعا في استخدام اقصى وسائل العقاب اي القتل بالرصاص". ويظهر توقيع ستالين الى جانب ختم احمر كتب عليه "سري للغاية" على الصفحة الاولى من الوثيقة التي يعود تاريخها الى اذار/مارس 1940. وكانت بولندا تطالب منذ فترة طويلة بان تفتح روسيا كل ملفاتها حول كاتين، وهذه المسالة كانت تثير توترا في العلاقات بين الدولتين.
ونشر "المجموعة رقم 1" ليس له اي اثر على ملف اخر كان يهدد ناشطون روس في مجال حقوق الانسان بتحويله الى معركة قضائية لارغام المدعين على رفع السرية عن تحقيق جرى في التسعينيات في مجزرة كاتين.
وكان المدعون اغلقوا التحقيقات في 2004 ورفضوا فتح ملفاتهم حول هذه المسالة. وقتل حوالى 22 الف عسكري بولندي برصاص الشرطة السرية التابعة لستالين في كاتين غرب روسيا وعدد من الاماكن الاخرى في ما اصبح اليوم روسيا واوكرانيا وبيلاروسيا في نيسان/ابريل وايار/مايو 1940.
واعتقل العسكريون البولنديون بعدما اجتاح الاتحاد السوفياتي واحتل شرق بولندا في العام 1939 وقسم البلاد بموجب اتفاق سري مع المانيا النازية التي استولت على القسم الاخر من بولندا.
وعلى مدى عقود كانت موسكو تحمل المانيا النازية مسؤولية مجزرة كاتين الى ان اقر الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف اخيرا في العام 1990 بان العسكريين البولنديين اعدموا بصفتهم "اعداء السلطة السوفياتية" من قبل الشرطة السرية التابعة لستالين.
وكان كاتشينسكي متوجها الى كاتين لاحياء الذكرى السبعين لهذه المجزرة حين تحطمت طائرته ما ادى الى مقتل كل ركابها ال96 وبينهم كبار المسؤولين البولنديين. واثارت هذه الماساة حزنا كبيرا في البلدين اللذين شهدت علاقتهما توترا لفترة طويلة.
وقال رئيس هيئة ارشيف الدولة اندريه ارتيزوف في مقابلة نشرتها وكالات انباء روسية "نحن من الجانب الروسي نظهر انفتاحا مطلقا في قول ما حصل في كاتين واماكن اخرى بالنسبة لاسرى الحرب البولنديين". واضاف "كل الوثائق الاساسية حول هذه الاحداث قد نشرت".
No comments:
Post a Comment